انتشر الإرهاب بشكل واسع غير مسبوق في العديد من مناطق العالم، ولاسيما في بعض البلدان العربية، مما جعله ظاهرة مركبة تختلط فيها الجوانب الجنائية والإجرامية والنفسية مع الجوانب السياسية والاقتصادية والأيديولوجية. فالإرهاب في أساسه سلوك منحرف يهدد النظام العام ويخالف قواعد القانون والعرف الإنساني، ويؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار ويشيع الرعب والذعر في النفوس.
إضافة إلى ذلك فإننا نجد أن قوة الإرهاب التدميرية تزداد يوما بعد يوم، خاصة مع التطور السريع في أشكال وأساليب ممارسته، ومع استغلال منفذيه للإعلام من خلال وسائله المتعددة والمختلفة بشتى أنواعها للترويج لعملياتهم الإجرامية وتجنيد الشباب وبث الإشاعات، لتحقيق أهدافه المتطرفة ومآرب الجهات التي تقف وراءه. وقد أدى ذلك إلى جعل العديد من الدول والمجتمعات أكثر انكشافا وأقل حصانة ضد المخاطر الجسيمة للإرهاب.
وفي هذا الإطار يأتي هذا المؤتمر ليناقش جدلية العلاقة التي تربط بين وسائل الإعلام والإرهاب، الذي أصبح يستحوذ على مساحات واسعة على صفحات الجرائد وفي نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية اليومية، ويحدث جدلا كبيرا في شبكة الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال التطرق إلى أسباب هذه الظاهرة وكيف أصبحت ظاهرة عالمية الأبعاد والمقاصد، وتبيان تداعياتها على الفرد والمؤسسة والمجتمع وخاصة في ظل التغيرات العميقة التي يشهدها العالم في مختلف الميادين.
كما يسعى المؤتمر إلى البحث في الوسائل والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهة الإرهاب إعلاميا وإبراز دور المؤسسات الإعلامية في المساهمة في احتواءه بدلا من التواطىء معه، وكشف أساليبه والعمل على تكوين رأي عام مضاد يساهم في نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في المجتمع، فقد أصبح التعاطي مع ظاهرة الإرهاب بشتى تجلياتها وتمظهراتها المختلفة من أدق المسائل الشائكة والمعقدة التي تؤرق المهنيين والمشرفين على المؤسسات الإعلامية والأنظمة السياسية والمنظمات الدولية على حد سواء.
جاء تأسيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد، ليلبي أفضل متطلبات الاعتماد الأكاديمي، نظرا لأنه الأحدث بين أقسام وكليات الإعلام في الجامعات السعودية.
وقد بنيت خطة القسم لتلبي متطلبات أكاديمية واحتياجات وطنية في مجالات الإعلام والاتصال. ومن أهم ملامح هذه الخطة تطبيق دراسة مكثفة للغة الإنجليزية في أول عام يلتحق فيه الطالب أو الطالبة بالقسم، إضافة الى مواد مركزة في اللغة العربية بهدف رفع مستوى المهارات الكتابية للطلاب.
كما أن التخصصات الثلاثة التي يضمها القسم جاءت بناء على دراسة اتجاهات التعليم الإعلامي في عدد من الجامعات المرجعية في الولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى تحديد مجالات سوق العمل في المملكة.
ومن أهم ما يميز خطة قسم الإعلام والاتصال تلبيتها متطلبات هيئات الاعتماد الوطنية والدولية، وخاصة ما يتعلق منها بهيكلية المقررات من داخل القسم وخارجه من تخصصات مساندة ضمن فلسفة أن الإعلامي يجب أن يكون ذا ثقافة واسعة في مختلف التخصصات والمجالات ذات العلاقة بالعمل الإعلامي.
وهناك برامج تدزيبية ليست في صُلب خطة قسم الإعلام والاتصال، ولكنها ضمن متطلبات التخرج، ومنها على سبيل المثال، برنامج «التدريب على رأس الدراسة» بهدف تدريب الطلاب والطالبات على نختلف المهارات العملية، وتعميق الجانب التطبيقي للمنهج الدراسي، إضافة إلى زيارات تعريفية وتدريبية للمؤسسات الإعلامية داخل المملكة وخارجها.
والاهتمام الذي يحظى به قسم الإعلام والاتصال يأتي ضمن توجيهات معالي مدير الجامعة بتفعيل المنظومة الإعلامية والاتصالية في الجامعة من تطوير الصحيفة الجامعية الأسبوعية «آفاق» والتي تعتبر الصحيفة الجامعية الأولى بين مثيلاتها في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وتأسيس مركز إعلامي مشتمل على أستديوهات إذاعية وتلفزيونية كمعامل لتدريب الطلاب، إضافة إلى تغطيته لكافة احتياجات جامعة الملك خالد في المجال الإعلامي.