أبها   |   المملكة العربية السعودية   |   7 - 9 ربيع الأول 1438   |   6 - 8 ديسمبر 2016 

الموضوع

الموضوع

انتشر الإرهاب بشكل واسع غير مسبوق في العديد من مناطق العالم، ولاسيما في بعض البلدان العربية، مما جعله ظاهرة مركبة تختلط فيها الجوانب الجنائية والإجرامية والنفسية مع الجوانب السياسية والاقتصادية والأيديولوجية. فالإرهاب في أساسه سلوك منحرف يهدد النظام العام ويخالف قواعد القانون والعرف الإنساني، ويؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار ويشيع الرعب والذعر في النفوس.

 

إضافة إلى ذلك فإننا نجد أن قوة الإرهاب التدميرية تزداد يوما بعد يوم، خاصة مع التطور السريع في أشكال وأساليب ممارسته، ومع استغلال منفذيه للإعلام من خلال وسائله المتعددة والمختلفة بشتى أنواعها للترويج لعملياتهم الإجرامية وتجنيد الشباب وبث الإشاعات، لتحقيق أهدافه المتطرفة ومآرب الجهات التي تقف وراءه. وقد أدى ذلك إلى جعل العديد من الدول والمجتمعات أكثر انكشافا وأقل حصانة ضد المخاطر الجسيمة للإرهاب.
 

وفي هذا الإطار يأتي هذا المؤتمر ليناقش جدلية العلاقة التي تربط بين وسائل الإعلام والإرهاب،  الذي أصبح يستحوذ على مساحات واسعة على صفحات الجرائد وفي نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية اليومية، ويحدث جدلا كبيرا في شبكة الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال التطرق إلى أسباب هذه الظاهرة وكيف أصبحت ظاهرة عالمية الأبعاد والمقاصد، وتبيان تداعياتها على الفرد والمؤسسة والمجتمع وخاصة في ظل التغيرات العميقة التي يشهدها العالم في مختلف الميادين.
 

كما يسعى المؤتمر إلى البحث في الوسائل والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهة الإرهاب إعلاميا وإبراز دور المؤسسات الإعلامية في المساهمة في احتواءه بدلا من التواطىء معه، وكشف أساليبه والعمل على تكوين رأي عام مضاد يساهم في نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في المجتمع، فقد أصبح التعاطي مع ظاهرة الإرهاب بشتى تجلياتها وتمظهراتها المختلفة من أدق المسائل الشائكة والمعقدة التي تؤرق المهنيين والمشرفين على المؤسسات الإعلامية والأنظمة السياسية والمنظمات الدولية على حد سواء.